كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أسباب تحريم الرسول -صلى الله عليه وسلم- الضرب على الوجه، موضحا أن النبي نهانا عن ذلك في قوله: “اتق الوجه فإن الله قد خلق آدم على صورته”، مؤكدا أن ذلك يأتي في إطار احترام الإنسان الذي كرّمه الله وجعل الملائكة تسجد له، وأعز وجهه سواء آمن أو كفر.
احترام الإنسانية دعوة كل الأنبياء والرسل
وأوضح مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن احترام الإنسانية دعوة كل الأنبياء والرسل، فلم يأت نبي قط ويدعو الناس إلى أن يتسلط بعضهم على بعض أو يبيح السب والقذف والتعذيب، بل يدعو إلى كرامة الإنسان وحقوقه باعتباره أنه خلق على صورة آدم الذي كرمه الله وشرفه.
وأضاف جمعة، أن الله سبحانه وتعالى حفظ كرامة الإنسان، وأمرنا الله ألا نكون سفهاء، وحفظ علينا مقاصد الشرع الشريف لنكون سعداء في الدنيا والآخرة، موضحا أن اللهِ أمَرَنا باحتِرامِ النَّفسِ البَشَريَّةِ، وخاصَّةً الوجهَ الذي كرمه وأعطاه العزة والشرف.
وتابع: ” معنى خَلَقَ آدَمَ على صورَتِه هو أنَّ اللهَ تَعالى سَميعٌ بَصيرٌ، مُتكلِّمٌ إذا شاءَ ومتَى شاءَ، وله وجهٌ يَليقُ بكَمالِه وجلالِه، وهكذا خلَق اللهُ آدَمَ سميعًا بَصيرًا ذا وَجْهٍ، وذا يَدٍ، وذا قَدَمٍ، وليس معنى ذلك أنَّ وجهَ الرَّبِّ جلَّ جلالُه يُشبِهُ وجْهَ الإنْسانِ؛ بل ليس السَّمْعُ كالسَّمعِ، وليسَ البَصَرُ كالبَصَرِ، وليس التكلُّمُ كالتكلُّمِ”.
حكم الضرب على الوجه في الشرع
وفي ذات السياق، كان قد قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فتوى سابقة، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- حرم الضرب على الوجه سواء كان صغيرا أو كبيرا، وكذلك نهى عن ضرب الوجه حتى فى القتال، لأن فيها امتهانًا للمضروب، منوها بأنه يجب على الآباء أن يترفقوا بأبنائهم حتى ينشأ أولاد أسوياء، فلا تكون لديهم عقد نفسية.